هل رأيت النيل ودمعته
وسمعت أبا الهول ونحيبه
ورأيت الأهرام تتبع فعلته
عند احتلال أرض من عدوه
لم يكن المصري يرضى بهزيمة
لم يكن المصري واهن العزيمة
والشعب أبدا لرأيه القيمة
ورئيسهم الجديد لم يبد توجيهه
كانت توجيهاته حرك قوته
ثم أعدها كتدريب عادته
مرت سنوات وهو يردد قوله
الحسم في هذا العام تأكيده
وعزرا(1) لئيم قال هذا قوله
لو أراد أنور(2) أن يحقق هزيمة
لا بد أن يخدع قبلنا شعبه
وجاء اليوم في وقته وزمانه
وانطلقت نسور الجو في ساعته
ودكت قواعد العدو ومركزه
لتمحى أي سيطرة نحو جيشه
وغربانه صارت بلا جناح لتطير
بعد أن كانت تعربد هنا وتغير
وكم بكى الأزهر على قتيل
ودقت الأجراس على صغير
الآن نرد له الصاع والهزيمة
وانطلق المارد فك قيوده
الله أكبر على عدوه وغروره
الله أكبر على خط كان تشييده
ليكون الأقوى في تاريخ وحروبه
تحول الخط لذكرى ملآى بخوفه
ودبابته تلقت في الحرب دروسه
وقادته صرخت بالغرب ونخوته
وجولدا(9) استجارت من مارد وصحوته
سيقتلونا سيدمرونا كسابق عهوده
والمصري حق أن يفتخر بجنوده
وأبو الهول وقد ملأت فرحته
المشرقين فمن في العالم كسعادته
والنيل يجري يسقي مع سروره
والشمس رنت نحو مصر مفتونة
من قال أن جيشها هانت قوته
إنما المارد يستريح ليرد هزيمة
و!ذا قام فمن ذا الذي يقف في طريقه
(1) عزرا أحد قادة الجيش الإسرائيلي
(2) أنور رئيس مصر وصاحب قرار العبور
(3) جولدا رئيسة وزراء إسرائيل وقت الحرب