لكل عصر حجاجه
وإن شئت فله حجاج ظلوم
من سابق التاريخ وهو يأتي
رافعا سيفه مشهره لمن يروم
يقول قولته واضحة الرأي
أرى رؤوساً قد أينعت ويحوم
بسيفه ثم يقول وحولها يأتي
وحان وقت قطافها وهو يروم
والكل قد طأطأ رأسه للباغي
لا إجلالاً بل خوفا من مجنون
الأمس حجاج واليوم وغداً يأتي
حجاجنا بالأمس يعذب المسكين
وإذا حلا له إمرآة راودها بالقول
وإذا امتنعت عذب الزوج والابن
نشر الرعب في قلب واستجار منه عبد
رب اني مظلوم قالها معذب مسجون
والآخر حجاج لا يعذب بل يقفل النور
قنوات تعلم الدين وآيات من نور
تنشر بين الورى محبة ووئام
وتحارب الخنا والفسق والشيطان
وتفتح الأعين الغفل بعد السكون
وتثير الفكر في القلوب والعقول
وهو يريد أن يحيا سليماً بلا سئل
يحفظ للجلادين العرش طول العمر
ويريد ان يحيا والبشر لا تثور
يسألون عن حقهم في حياة تدوم
يسألون عن لقمة العيش بسرور
عن حياة تليق بالناس والبشر
تأتي بالخير ولا يأكلنا الغول
جوع وبطالة وعنوسة بمنزل
كل بيت به قنبلة سوف تنفجر
فمن يقف أمامها إذا حل الزمام
فالأسلم له أن ينشر قناة العري
ويحمي ظالم ويحل بالناس السكر