ابن النيل

ابن النيل قم وأشعل
مصباحاً والظلم أقلع
الظالمون أتوا لتقبع
واجلس مكانك مقنع
قم وأعلن حق مسمع
وتكلم لاتخشى أو تسكن
راودك الشيطان عن وطن
اهجره ودعه فالكل سيبيعه بثمن
وهل يباع الوطن إلا بثمن وهو الدم
ضحى الأولون على أبوابه بالروح نعم
فرح الأولون بالشهادة بغال الثمن
يسعى الأبناء زمانهم للمال وينسون هم
يحلمون بكل حلم ولو كان على غير هدى
يريدون النيل مباع سليب نعم فليكن
سيحولون الطين الأسود إلى مبنى عقم
تسكن على النيل تسكن لكن الأكل ينعدم
المولى يبقي لنا أمريكا ترسل لنا ما نطعم
إن أعطوك اليوم فغداً تقل نعم
إن منعوك الطعام هل تستطيع أن تفتح فم
ألف لا قم وابق الأرض هي الأم

ضريها وقال خسرانه

ضريها على عينها وقال خسرانه
أغلق في وجهها الباب عدمانه
أدماها و أعياها ثم قال هلكانه
الكل صدقه لما رآها مرضانه
وقفت تستجدي عطفاً وهي حيرانة
أو من يجيرها من بطش زوج دمعانة
قال وهو حزن لا تستجيبوا لدعواها
دعوها فهي لي وأنا أعرف فحواها
بكت وقالت بل الشارع ارحم من جبار
هو في البيت سيد وحريته طغيان
فدعوني أهرب من موت حق لي إتيانا
قال لا تصدقوها الم أقل حالها خبلان
دعوني وشأنها فشأنها عار وشنار
وهكذا دخلت البيت مقهورة أول الشأن
ثم حبسها وأذاقها صنوف العذاب ألوانا

حكم عليه

حكم عليه قدر وزمان وكان كسلانا
ينام النهار ويسهر الليل حيرانا
ثم يقول حكم علينا الزمان برهانا
هل الهلال تلو الهلال وحاله عدمانه
قال مقدر في الكتاب ومن يغير الزمان
ظل هكذا حتى أتى زميله في حلة مزدانة
ومركبة لا لها مثيل وامرأة كأنها مرجانه
فتح عينيه ثم هوى وبكى بكاء ندمان

بكى الأقصى

بكى الأقصى من لهيب ناله
بات الأقصى حزينا وتقطعت أوصاله
وأضحى وحيدا في أرضه
يستجير بشرذمة تتناثر حوله
وهب أطفال الحجارة لفدائه
يدافعون بصدورهم عن أرضه
بعزيمة وجرأة حيرت أعداءه
وثبات على أرضه حتى تحريره
حرق المسجد وقد ضاع عزه
أدمره العدى بعد أن هان أهله
والبوم يخططون بسرعة لهدمه
والمسلمون كل في حاله ولهوه
بكى الأقصى ومن يمسح دمعه
وارتج الحرام في جنوب أرضه
وهما آيتين يتليان في قرآننا
بكى الأقصى وبكت الأرض معه
وجرى النيل حزينا أن كبل جنده
وعاد الصبي يشكو من يوقف دمعه
بكى الأقصى أسيراً وقد طال أسره
من له يخلصه من يأتي يفك قيده
بكى الأقصى والدمار أسفله وجانبه
والعرب يقولون قضية لا لنا بل لأهله
بكى الأقصى واستغاث فمن يلبه
أما نحن من شدة المصائب لايهمنا
أن يسقط الأقصى و الحرام وما أهمنا
نعلو بالمال ونلهو ونسمر ليلنا
يستجير الأقصى بمن حوله
صرخ الجميع في وجهه
كبلوا الظالم واخرسوا لسانه
قد أمسك بحجارة يدافع عن أرضه
دع اليهود يرتعوا في أرضه
سموا الطفل قاتل بذراعه
إرهابي واليهودي بريء من دمه
بكى الأقصى وجف في المآقي دمعه
وبح صوته فمن يكون صلاحه أو عمره
بكى الأقصى ومات أصحاب القلوب قبله

الفقر وقلة الحيلة

زلزال وقع في نفسي وهدم وأضر
واستباح فكري واستباح ما لدي
زلزال وقع بنفسي فالسقف قد انهمر
جر إليه الماء قطر يقع فوق قطر
والأفكار تشرذمت فرت كلها للحضر
وعيني زاغت أحلت ساعة الخطر
زلزال وقع في نفسي وسألته ما لأمر
الفقر أطاح بي الفقر ورائي حتى القبر
أف ألا لعنة الله عليك الا تسترح وتسر
بملاحقة غيري لاحقه ستجد ما يسر
ما زلت أرمقك ألمحك في كل مكان أصل
يد عاجزة بثياب ممزقة وبطن بالجوع تقر
ما زلت أراك واضحا كالشمس بوضح الظهر
تراقبني تباكيني ومن حزني وعجزي تسر
زلزال وقع عندي فأطاح بي وبالفكر
سألملم نفسي من شعثها وسأعبر كل عثر
سيكن الأمل نبراسي والجد أخا للعمل

سألتني

سألتني لم لم تعد تكتب الشعر

أهجرك شيطانك أم بدأت الهجر

قل أتخشى من الكل في زمن قد ذل

من قال الحق والحق في أذن الظالم مر

أم أنك تهاويت واخترت لنفسك الكسل

تجتر الماضي تعيده مرات ثم الصمت يحل

أم كبرت وتاه عقلك و صار إلى ضر

قل أتخشى الردى فالكل يخشاه ويحزن و لا يسر

قل إن الكلمات فرت من عقلك فصرت تمر

عليها مرور الكرام لا ترى حلوها و لا ترى المر

أم صرت كما يقولون أبله تائه بلا مقر

قل لي أتخشى إن تقل لي أكرهك هيا قل

لا تقف صامتا فكل شيء إلى الصمت يقر

قل أأنت حقا صلدا أم خلقت من جبل وحجر

هيا قل لا تخشى شيء إلا المولى إليه المقر

قل أو لا تقل

لا تقل أني أحبها وخلقت لها حكما

لا تقل لو لم تنلها لمت كمدا

لا تقل أنها نورك وضيائك الأوفى

لا تقل أنك عبدتها بعد رب أسمى

ولو كان لأحد السجود لسجدت لها فورا

لا تقل أنها الجميلة وغيرها دمىًِ صغرى

لا تقل هي المرأة والنساء لها عبيدا عدلا

لا تقل تستحق مالا وجواهر كثرا

لا تقل هي المها وغيرها أتن شردا

لا تقل المهرة وغيرها حمر وحشا

لا تقل كل ذلك فإن للنفس أمرا

اليوم تحب وغدا تكره وتموت جبرا

أو قل ما شئت فستفارق الدنيا حتما

وترى قبرك وقولك تدخل به جمرا

أو يدخلك جنة مع النبي وصحبه الكرم