دنى الليل وأرخى سدائله
وبكى الزوج كثرة مصائبه
ونادى على حبه بليل السكون
يا فؤادي لما رحلت بلا ظنون
لم تقل لي وداعا وغدا سنكون
معا بلا فراق دوما للخلود
سنلتقي وتقبليني قبلة تصون
نظري عن حملقة لحسنك دون
نادى احبك!فلما بعادك يطول
أكرهتيني فأنا على عهدك أقوم
أجفيتني أم اخترت بقاءا مع الخلود
أشتهيك وكل يوم يذكرني بالحنون
يوم تلاقت عينانا فتهنا عن العيون
فصرنا في جنة أو حلقنا مع الطيور
وقلت سأبني لك عشا كالقصور
وسأجعل سقفه من فواكه وتمور
والرياحين والنرجس حوله يكون
ألم تقولي وأنا سأرويه بماء مكنون
أنقى من عسل وأشهى من ظنون
وسأجعل بيتي دافئا في يرد قرور
وفي الحر سيكن لطيفا بلا شرور
ألم تقولي لن يفرقنا إلا لبس مستور
وها قد فرقنا الموت وهو يدور
فلما لم تقولي وداعا أم كما أقول
لابد أنك صباحا ستدخلين ببكور
وتقولين بصوت حانيا يا مجنون
أحبك! فأقل وأنا بحبك أكن مجنون
ونام باكيا وصحا ودمعه موجود
على الوسادة وفي عينيه وهو بدوم
إلى الباب ببصره عل حبه يعود
فيدخل عليه مبتسما فيهنأ بالوجود