وكنت أسير في الشارع فلمحتها
مها تسير الخطى تخطف القلب بلحظها
ويتعلق الناظر بها ويتعلق كذلك بحبها
ورأيت القد الذي مال للأرض وانحنى
قد استقام كعود من الصلب لا ينثني
ورأيت العينين الذي علاهما غشاوة
قد أبصرتا البعيد والطائر في السما
ورأيت الرجلين اللتين استعانتا بالعصا
سبقتا الريح ولو في السباق لفازتا
ورأيت اليدين اللتين قد ارتعشتا
قد ثبتتا كأنهما من صلب صنعا
وكأن الجلد الذي فعل الزمن به فعلة
قد أعيد كأنه جلد شاب يرتع
فجريت خلفها صدقا بلا كذب أو فرية
جريت أسابق الخطو حتى أرى حسنها
فلما قاربت وعرفتها نويت نية لها
أتت زينة وهدايا لا حصر لها
وأعانني حمال أخذ من المال ما لايحسب
فلما ولجت الى دارها أقبل رجل وأتى
فلمحت الشيب في شعره وجلده انكمش
ولمحت في عينيه سؤال عني أنا
فسألته عن اسمه فأجاب وعرفت أنه الوالد
أواه أصغر مني وأتى بغزال ويح الفقرا
أصغر مني وتزوج وأنا حلمي انتهى
فلما سألته عن غزالي أجابني مغلظ
ما شأنك أنت وما تريد من ابنتي مهجتي
قلت العفاف وكانت تسمع
ثم ضحكت ضحكة تمنيت الأرض لي تبلع
فقات وما استهزاؤك بي وأنا أشرع
في الزواج والبناء حسب ما يشرع
الكهل
الرد