html3

Atom 1.0: http://elwaha10.blogspot.com/feeds/posts/default RSS 2.0: http://elwaha10.blogspot.com/feeds/posts/default?

Wednesday, December 21, 2016

التضحية



      



"فداكي ياأمي" نطق بها فهمي وهو يقول لسامي "هذه أمي ! وهي أعظم أم في العالم"
ضحك سامي وقال:"سبحان الله ياأخي! طبعا بتأكلك بط ووز ياعم"
قال فهمي في دهشة: " إزاي بقى بس مش أمي  دي ! دي أمي التانية اللي ما بتموتش!"
قال سامي: " يااه! إنت ها تقول زيهم إن مصر هي أمك! أنت بتصدق الكلام ده!"
قال فهمي : " هو انت قلت غيره!"
رد عليه سامي :" أيوه! بلاد بره والخواجات الشقرى والفلوس المرصوصة والناس المبتسمة!"
قال فهمي:" والجيش!"
قال سامي: "يادي التخلف! برضه أمي قالت لي كده"
قال فهمي: " بص بقى ! أنا وانت الاوائل على الكلية وانا قررت ان التحق بالكلية كمعيد ولازم اخش الجيش الاول عشان أتعين معيد؟"
 قال سامي :" أنا خاطبت جامعات اوروبا وامريكا وبعتولي لذا قررت أسافر"
قال فهمي: " تهرب يعني!"
رد عليه سامي في غيظ "أهرب مبن إيه! من الحرب اللي بيضحك عليكوا! الريس بتاعكوا وهو بيعمل مفاوضات مع أمريكا ويمكن مع إسرائيل وأحنا مش عارفين وهم مش ها يدوله حاجة لأن العالم ما بيعترفش بالضعيف! بيعترف بالقوي بس وريسكم ده! مش بتسمع النكت ف الشارع عليه"
قال فهمي وهو أشد غيظا: " هو انت أما ما يعجبكش حد تبعده عن عقلك! وبعدين خلينا معاه للأخر! وبعد....."
قاطعه سامي وقال: "حرب إيه والله مابيفهمش حاجة أنا باشتري الجرايد اللي انتوا ما تقدروش تبصوا ليها وبقراها ! أنت عارف أنا عارف كام لغة!"
رد فهمي وقد ولى ظهره له وقال: " انت بتعايرني بفقري!"
جرى سامي خلفه وقد امسك به من عضديه وقال: " ما تزعلش أنا والله زعلان على حال البلد وبعدين ها فرحك أنا ما طلعتيش أناني وكلمتلك خالي في كندا هايشفولنا وظيفيتين محترمتين هناك"
قال فهمي: " وان ما نفعناش!"
رد سامي في غيظ  :" ما ننفعش إزاي! دي كندا! كندااااااا!"
قال فهمي : " يعني إيه كندا! هي ما فيهاش عاطلين ! وبعدين لو كل المتعلمين هاجروا مين ها يبني البلد دي! شوفت افلام الويسترن الغريس مين عمَر امريكا!"
ضحك سامي وقال : " شوفوا العبط ! ها تجيب أمريكا زي مصر!"
رد فهمي في غيظ: " ايوة مصر أحسن من أمريكا!"
ضحك سامي بصوت عالي وانكفأ برأسه على ركبتيه مما جعل المارة ينظرون اليه !
ثم قال : "كندا فيها العلم زي الميه ع العموم أنا جاي ومتأكد إنك مش هاترضى أنا ها أطلع الباسبورت بإسم تاني وها اسافر الاسبوع الجاي"
قال فهمي : " كده بسرعة ! ها توحشنا يا أبوعيون خضر وشعر سايب زي الريح!"
احتضنه سامي وقال وهو يبكي: " ها توحشني يابو شفايف مكلبظة !"
قال فهمي : " سلام ياصاحبي!"
تركا الإثنان بعضهما واستطاع سامي أن يسافر والتحق فهمي بالجيش.
بعث سامي برسالة الى فهمي ينبؤه أنه قد التحق بالعمل وقدم في جامعة كندية وقد قبلته وهو يبعث له ليلحق به حيث سيسون المعجزات ويجعلون العلماء ينحنون لهما"
رد فهمي عليه برسالة : " انه يحب مصر حتى الثمالة ولن يتركها!"
رد عليه سامي :" هو إنت مستني حرب! طب ليه عليتوا الساتر الترابي هو انتوا خايفين من اليهود والا خايفين من الحسد ولو ها تحربوا ليه السادات ريح الخبرة الرووس وطردهم وليه ها يبعت القادة في القوات المسلحة يحجوا وليه وليه !!"
لم يستطع فهمي أن يرد عليه !
وفجأة انطلق البركان! عبر النسور القناة دمروا قواعد التحكم والسيطرة للذئاب وانطلقت الليوث تزأر وتردد القناة صوت الزئير ويرتفع التكبير وتحتضن سيناء امها وترتج ليس من طلقات الدانات المنهمرة ولكن من تلك الضمة الكبيرة التي غابت عنها كثيراوكانت دموعها دماء ابنائها ومحبيها التي اختلطت دماؤوهم بثراها لتنبت شجرة مباركة من حضن مصر لترتوي بها كل الافئدة وتكتحل يها العيون!
يعود سامي الى حضن وطنه وقد قرر أن يبحث عن فهمي الذي عرف عنوانه ولم يصدق!
" فهمي يعيش في فيلا في مصر الجديدة! أكيد عثر على منجم دهب من اليهود! يااا بختك يا ريتني كنت حاربت كنت ها اشتري قصر في الريفيرا!"
رن جرس الفيلا ففتحت له أم فهمي, فلما رآها بكى وضمها إلى صدره ولكنها كانت تبكي أكثر منه.
راعه بكاؤها ذلك إلا أنه لم يخطر على باله شيء.
فلما خطا خطوات رأى فهمي جالسا أمامه وقد غطا رجليه بغطاء سميك فاغتاظ منه لما لم يقف فهمي لتحيته!
فقال له: "ليك حق ياعم تتقل علينا وما تقومشي.......!"
لكنه قطع كلامه لما أشارت اليه أم فهمي أن إحدى رجلي فهمي مقطوعة.
ساد صمت طويل كصمت أبي الهول! قاطعته أم فهمي ضاحكة : " مش ها تسلم على بطلنا!"
مازالت سحابة الدهشة مسيطرة على سامي فلم يستطع أن يقدم رجلا أو يتفوه ببنت شفه!
نظرت أم فهمي الى سامي وقالت له : " إيه الغيبة دي ! هم بنات امريكا أحسن من بناتنا "
بكى سامي وانكب على صديقه معاانقا له ثم قال مهنئا له :" والله عملتوها يا رجالة"
بكى فهمي وقال له : " انا كان نفسي تكون معانا وتشوف ....."
قاطعه سامي ماسحا دموعه بمنديل قماش كان في جيبه ثم قال : " سمعت والله لما جبت إذاعة مصر في بلاد برة ما صدقتش وقلت : "ييه كدبة تاني هم ما بطلوش لغاية أما اتصل بيا خالي وقالي ع الاخبار وشفت التلفزيونات اللي برة وشفت "جولدا"1 وهي بتطلب المساعدة من أمريكا "
صمت لفترة ثم قال" ها اقولك على نكتة سمعتها عن جيشكوا قبل اما أسافر بس أوعى تزعل! "
قاطعته أم فهمي وقالت : " جيشكوا أيه ! جيشنا أبو ألابطال ربنا ينصرهم على إسرائيل!"
قال فهمي :" قول أنا مش ها أزعل! "
قال سامي:" اتولد لضابط في الجيش المصري ولد وكان ابنه بيحبي لورا فسأل البواب زميله اللي كان بيوصل ليهم طلبات :" هو الواد بيحبي لورا ليه!"
فرد عليه زميله :" أصل ابوه علمه زي ما أتعلم ف الجيش  يرجع لورا مش يتقدم لقدام"
ضحك فهمي وضحك ابو فهمي وأم فهمي ثم قال فهمي :" بايخة!!ودلوقتي لسه الجيش بيرجع لورا!"
ابتسم سامي وقال: " اسكت! تصدق انتوا رفعتم رسنا برة ! فيه واحد سواق في كندا لما سمع عن بطولاتكوا وصلني ببلاش لما عرف اني من مصروقال لي :" انتم أبطال ولو اقدر أسلم على الاسمراني ريسكم ! تصدق ده لاعيب شطرنج وعنده رجاله لو هنا كنا بقينا أول دولة وأحسن من أمريكا! وأوروبا ياه قالوا كلام لو اكتب ها يعمل مجلدات!"
قال فهمي " : قولي عن مغمراتك مع الخواجات؟"
قال سامي:" أسكت ! خالي لما شافني مع الخواجات أتصل بأمي وأبي وبعتني في مهمة رسمية علشان أتجوز!"
قال له فهمي : "ومين تعيسة الحظ اللي ها تتجوزك!"
رد سامي في غيظ :" ليه بقى؟"
رد فهمي في إبتسامة: "أصل إنت عصبي!"
قاطعته أم فهمي :" قوموا بقى علشان تتغدوا! وادعي لفهمي إنه يوافق ع العروسة اللي خطبناها له!"
قال لها أبو فهمي : " ياأم فهمي!"
قالت له في إستغراب ودهشة :" ليه بس ياخويا !"
   *************************************************
دخل سامي فيلا نجلاء لابسا بدلة أحدث موديل وقد وضع أحدث برفانا وكانت معه والدته التي كانت ترتدي تاييرا وقد وضعت مكياجا خفيفا على وجهها ثم تبعهما ابوه الذي كان يبحث على مكان ليركن فيه سيارته.
ونجلاء كانت زميلته في الكلية وكانت ذو جمال أخاذ وعيون كعيون المها واسعتين خضراوتين وقد طويل ممشوق ووجه ملائكي تكاد العيون لا تغمض من حسنه!
تحدث ابو سامي الذي كان يعمل وكيلا لاحدى الوزارات وأبوها الذي كان يعمل سفيرا في إحدى السفارات .
كانت فيلا نجلاء على النيل في حي راق هو حي الزمالك وكانت مكونة من طابقين كبيرين كل طابق فيه دورة مياه وفيه عدد من الحجرات الواسعة والتي وصفها حارس الفيلا لزميله في فيلا اخرى " : يرمح فيها الخيل يا بوي!"
وكانت الفيلا ذو سقف عال تستوجب استخدام إضاءة شديدة, وكانت نجلاء لها جناح مخصوص في الدور العلوي مكون من عدد من الغرف وباب واحد حيث كانت تجري أبحاثها العلمية وكان لها أخ يعمل في وزارة الخارجية وكان دائم الاسفار. تحدث أبو سامي عن إبنه وعن مستقبله العلمي الذي ينتظره على مستوى مصر أو على مستوى العالم.
وتحدث أيضا عن نجلاء وعن أخلاقها وجمالها الذي جعل إبنه يعود من الخارج ليتزوج من خطفت قلبه وهي تستأهل هذا الحب ولو أنه لم يرها من قبل لما صدق وصف ابنه وما صدق حديث أمه عنها.
ثم تحدثت أم سامي عن إبنها وعن تفوقه وعن مستقبله وأن عروسته سوف تحيا حياة رغدة وسعيدة لا تحلم بها أي بنت الا فتاة مثلها التي تستحق مثل هذه الحياة الكريمة.
رد أبو نجلاء قائلا:" كان من دواعي سروري أن أوافق على هذا الزواج ولكن تقدم الى ابنتي عريسا أخر "




    

من فضلك اضغط على اللينك الاتي
http://InviteForJob.com/?ref=75641
   
     

No comments: