قالت : اكتب في الشعر
قلت : سأفعل ويكن أحسن
جلست في بيتي أتخيل الحسن
وحاولت أن أصنع كلام يعلم
ويشير إلى حسنها فحل وهن
فذهبت إليها فقالت أين؟
فقلت أتصدقيني ؟ أم لا كلم !
قالت: قل ز قلت :ذل القلم
واللسان لا يستطيع أن يقل علم
فحسنك وضاء وصناعتي وهم
قالت : إن لم تقل ففراق علم
إلى يوم الدين حيث العدل والحكم
قلت :هوني عليك فأنت الحسن
قالت :قل في الشعر ما حسن
فذهبت إلى البيت وحل الحزن
وحبست نفسي عن كل إنس وبشر
وناديت شياطين الإنس والجن
وقرأت دواوين الشعر من غزل
وحفظتها كلها ثم صغت بعض الكلم
وأتيتها والقلب في خوف وفي وجل
فقالت : ارني وحزنت وحل ندم
ثم نظرت وقالت أأنا الذي ترم
فلن أكن حبيبة بل حب قدم
قلت ولكني قالت :لا تعد لحرم
فجلست في بيتي أجتر الألم
وسألت عنها فقالوا : تزوجت من علم
فحسنها وضاء لا تليق إلا لمن علم
قدم مالا وجاها وسلطانا عظم
وقدم هدايا ورحلة لبلاد العلم
وتكملة علم ومركبة كأنها جن
فقررت أن أنساها وأنصرف للعلم
وقال شيطاني إن تعلمت علم
تعلمت هي الألف بلا جهد أو ملل
فهي في بلاد العلم قريب النهل
وإن حصلت على مال نالت أعظم
فزوجها غني وماله بلا نقص
فحل اليأس وحملني على الجهل
وجلست في البيت بلا جهد أو عمل
وأتت أمي فقالت بني ألأمر
اخرج وتمشى لكن لا تنتظر
فالموت حتى لا يأتي إلا بقدر
فاخرج بني لعلك تنل علم
فخرجت إلى الدرس أنهل ما علم
ورأيتها تسابق الريح بلا ملل
وكانت سمراء وحسنها لا يصل
للأولى بشبر لكن لسانها حسن
أشارت إلي أني أسوق العلم
ورايته تحتي لا تدانيها راية وعلم
فكنا نعمل سويا بالنهار وبالسهر
وكلمتها فعلمت أنها حسنة الكلم
كثيرة الحمد لا تمل من الذكر
وتحفظ القرآن حفظا كله سهل
فخلتني إليها سائر أحبها باللب
وعرضت عليها الزواج فقالت انتظر
ودعوت ربي أن تقبلني لها بعل
فوافقت فلما رأتها أمي لم تنم
عن كلمة فلما سرنا قالت أترم
قلت هي أجمل النساء بلا ندم
قالت ولكنها قلت جعلتني رجل علم
قالت بني إني مشفقة أن يحل اهجر
وعائلتنا لا تقبل طلاق أو فراق علم
قلت ومن أخبرك قالت وولدك إن قدم
إن كان ولد فلا مشكلة ولا به أي كلم
وأن كانت جارية فستكن مثل الأم علم
قلت أتتكلمين عن الإله أم أنك بك علم
عن مستقبل قالت استغفر الله ووافقت بحزن